الملك المؤسس عبدالله بن الحسين (1882-1951)
ولد جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، في مكة المكرمة في الرابع من نيسان من عام 1882، ومنذ الطفولة اطلع الأمير عبدالله - آنذاك - على تاريخ القبائل وأعراف البدو، فنال من ثقافتهم وعرف العادات القبلية، وكان لذلك أثره البالغ في شخصيته فيما بعد، إذ غدا قصر رغدان الذي بني عام 1927 في عمان مقصدا للشعراء والأدباء الذين بادلهم الشعر وناظرهم فيه.
تلقى جلالته علومه في مكة واسطنبول، و تجسدت في شخصيته الخبرة السياسية، وكان أحد قادة الثورة العربية.
ومع نهاية الحكم العربي في دمشق بعد معركة ميسلون 24 تموز 1920، جاءت برقيات استغاثه من السوريين إلى والده الشريف الحسين، فعرض الأمير عبدالله أن يذهب إلى مشارف سوريا للتعرف على الوضع عن كثب ومعاونة أهل البلاد، حيث غادر مكة على رأس قوة عسكرية ووصل معان يوم 21 تشرين ثاني 1920.
وفي تلك الأثناء برزت الحركة الوطنية في شرق الأردن، وذهبت وفود من زعمائها إلى معان ترحب بالأمير وتدعوه للتقدم شمالا إلى عمان.
واستجابة لنداء أهل البلاد انتقل إلى عمان فبلغها يوم 2 آذار 1921، ودعاه ونستون تشرشل الوزير البريطاني للالتقاء به في القدس فلبى الأمير الدعوة، وتم الاتفاق على أن تعترف بريطانيا بإمارة مستقلة في شرق الأردن تحت الانتداب. وهكذا كان إنشاء الإمارة الأردنية المستقلة نتيجة من نتائج الثورة العربية الكبرى وثمرة من ثمارها.
سار الأمير عبدالله بن الحسين في شرق الأردن على سياسة البناء والتنمية، فشهدت البلاد في عهده نهضة شاملة، ونال الأردن استقلاله التام في 25 أيار 1946م، ونودي بالأمير عبدالله ملكا على المملكة الأردنية الهاشمية.
ويسجل التاريخ وأحرار الأردن والأمة العربية بكل اعتزاز دور الملك المؤسس في حماية الأردن من المخططات التي كانت تستهدف عروبته وحريته والتي استهدفت أيضا الأرض والهوية العربية.
وكان، طيب الله ثراه، أول من وضع لبنة الديمقراطية، وأول المنادين في تلك المرحلة بالتعددية السياسية، حيث شهد الأردن في بداية حكمه تأسيس أول حزب سياسي، هو حزب الاستقلال العربي.
وفي يوم الجمعة 20 تموز 1951، قضى الملك المؤسس شهيداً على أرض القدس الطاهرة، التي دافع عنها فسال دمه الزكي عند عتبات المسجد الأقصى، حين كان ذاهباً إلى صلاة الجمعة، برفقته حفيده الشاب جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما.