الملك الحسين بن طلال (1935 - 1999)

ولد جلالة الملك الحسين بن طلال في عمان في 14 تشرين الثاني عام 1935، وحظي برعاية جده الملك المؤسس، حيث تلقى علومه التربوية والعسكرية في مدارس الأردن وخارجها، واعتلى جلالته في 11 آب من عام 1952م، عرش المملكة الأردنية الهاشمية، فيما تولى في الثاني من أيار 1953، سلطاته الدستورية في ظروف عربية ودولية حرجة ودقيقة.

على مدى سبعة وأربعين عاما من قيادة جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراه، شهد الأردن نهضة سياسية واقتصادية واجتماعية، وكان رجل حرب وسلام، بما امتلكه من شجاعة ورؤية استشرافية.

ووضع جلالته شعار (الإنسان أغلى ما نملك)، ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية. كما واصل الأردن، في ظل قيادته، أداء دوره العربي والإقليمي والدولي بتكامل وتأثير وبرؤية المستقبل.

‫وأولى جلالته القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - اهتماما خاصا، والتي سطر منتسبوها في معركة الكرامة الخالدة، في 21 آذار 1968، أعظم انتصار، أعاد روح الثقة للعرب، بعد حرب حزيران بين العرب وإسرائيل عام 1967.

ولما كان اجراء الانتخابات النيابية مستحيلا في الضفة الغربية، التي كانت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية، نتيجة احتلال إسرائيل لها، جاءت المجالس الاستشارية لملء الفراغ الدستوري.

وعندما كانت إرادة الأشقاء الفلسطينيين بأن يتولوا المسؤولية بأنفسهم، كان القرار الأردني في مؤتمر الرباط عام 1974 بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وليتبع ذلك قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية عام 1988، وبالتالي تسنى للأردن استئناف مسيرته الديمقراطية الدستورية، فكان عام 1989بداية الديمقراطية الأردنية الحديثة، على قاعدة التعددية السياسية، وتأكيد نهج الشورى، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل المرأة، مترشحة وناخبة.

وعلى الصعيد الإقليمي والعربي، كان الأردن من المؤسسين لجامعة الدول العربية، والملتزم والمحترم لقراراتها، وأدى جلالة الملك الحسين دورا محوريا في وحدة الصف والعمل العربي المشترك، ودعم القضايا العربية خاصة القضية المركزية، فلسطين.