كلمة جلالة الملك عبدﷲ الثاني إلى الأردنيين بمناسبة عيد الاستقلال 74
25 آيار 2020
بسم ﷲ الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات، المواطنون الأعزاء،
السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته وبعد،
في هذه الأيام المباركة من عيد الفطر السعيد، تحلّ علينا ذكرى استقلال مملكتنا الحبيبة، ونحن نعيش ظرفاً استثنائياً، استدعى أن نغيّر شكل احتفالنا المعتاد.
واليوم، أتحدّث إليكم، وكأنني أرى وجوهكم المشرقة، يا وجوه الخير، تقولون نحن هنا. حاضرون بالروح والإيمان والفرح، حاضرون بروح الأردني الواثق بﷲ ووطنه وقدرته، حاضرون بالإيمان المطلق أن القادم أفضل وأن بعد العسر يسراً، حاضرون بفرحكم في عيد الوطن، فالاستقلال هو أنتم، والسابقون من الآباء والأجداد، في بناء الدولة، ونشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، حماة الوطن والاستقلال.
هذه الدولة، التي أصبحت مسيرتها قصة نجاح، لا تزال تدهش الآخرين، رغم كل ما أحاط بها من ظروف إقليمية استثنائية أو اقتصادية صعبة، أو قلة في الموارد، وتجاوزت بكل الإصرار، أصعب الاختبارات.
ولم تكن معركتنا مع "كورونا" إلّا أحد هذه الاختبارات الصعبة التي أظهرت كفاءة الدولة، ومتانة مؤسساتها، وقوّة جيشها وأجهزتها الأمنية.
نعم، لقد تباعدنا اجتماعياً، لكننا تقاربنا بقلوبنا وأهدافنا، لكي ننجح. وقد منّ ﷲ علينا بوضوح الرؤية وحكمة القرار، عندما اتّخذنا إجراءات استباقية لمواجهة هذا الوباء، الذي أخاف الجميع على أقرب الناس إليهم، أبنائهم وآبائهم.
ولا بُدّ من أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم، وما عَهدُنا بالأردني إلّا الوفاء والانتماء لهذا الوطن، الذي ننعم فيه بالأمن والاستقرار، لنجعل هذه الأزمة واحدة من المحطات الكبرى التي تجاوزناها، وحوّلنا أخطارها إلى عناصرِ قوةٍ ومنعةٍ.
أيها الإخوة النشامى والنشميات،
لتكن قصة هذا العيد، الذي خلا من زيارات الأقارب والأحباب، ومن ضحكات الأطفال في الساحات والأحياء وظلت تعمر البيوت، قصة نرويها لأبنائنا وأحفادنا، عن وطن وقف فيه الآباء والأمهات بقوة لحماية حياتهم ومستقبلهم.
وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية، والمضي قدما، لتحقيق ما تطمحون إليه.
أعاد ﷲ علينا هذا العيد، وعلى الأردن الغالي، باليمن والبركات، إنه سميع مجيب. وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته