كلمة جلالة الملك عبدﷲ الثاني بالذكرى الـ 25 ليوم الوفاء والبيعة وتسلم جلالته سلطاته الدستورية
07 شباط 2024
كلمة جلالة الملك عبدﷲ الثاني بالذكرى الـ 25 ليوم الوفاء والبيعة وتسلم جلالته سلطاته الدستورية
عمان، الأردن
7 شباط 2024
بسم ﷲ الرحمن الرحيم
أهلي وعزوتي أبناء وبنات الأردن العظيم،
السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته،
قبل خمسة وعشرين عاما ودّعنا قائدا عظيما بنى الأردن بكل حكمة، وأرسى مسيرته في مراحل صعبة، كان همه أن يبقى الأردن عزيزا قويا بمؤسساته وبكل أبنائه وبناته، فكان له ما أراد.
رحم ﷲ والدي الحسين، الذي رحل عنا مرتاح الضمير. نستذكره دوما بكل اعتزاز، قائدا وإنسانا وأخا وأبا لكل الأردنيين.
وبالنسبة لي أنا أخوكم عبدﷲ بن الحسين، لا تزال وصايا والدي وكلماته عندما حمّلني أمانة المسؤولية، في ضميري ووجداني، ترشدني في خدمة الأردن، وكنت طيلة هذه السنوات أبتغي رضا ﷲ عز وجلّ، وأن يكون الحسين راضيا عني، فقد عاهدته أن أخدم هذا الشعب الكريم وأن أحمي هذا الوطن العزيز بشرف وأمانة.
وما رأيت نفسي يوما إلا خادما للوطن وواحدا منكم، فرحنا معا بالإنجاز، وكنا جسدا واحدا في أصعب الظروف.
إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي،
تعلمنا من الحسين ومن الأجيال التي آمنت بهذا الحمى وأخلصت له، أن للأردن مكانته ودوره واحترامه في العالم، وعلى العهد سرنا معكم ليبقى الأردن في المقدمة دوما، صوتا للحق مهما كان الثمن، وسندا أمينا لأشقائه وأمته، يقدم فوق طاقاته دون منّةٍ، فأردن الخير والنور لا يخذل أهله.
ولكي يبقى الأردن قويا ونحمي مصالحنا الوطنية ونصون منجزاتنا التي بنيناها، سنبقى معا على عهدنا، بعزمنا وإصرارنا ووحدتنا، نتطلع دوما للمزيد من المنعة والازدهار، ومصلحة شعبنا ووطننا قبل أي شيء وفوق كل شيء.
وسنبقى مع أشقائنا في فلسطين، نبذل كل طاقاتنا من أجل وقف العدوان وإنهاء الاحتلال، ونعمل بوضوح وتصميم ليحصلوا على حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني. وعلى العهد سنبقى معهم سندا قويا وعونا أمينا.
على العهد واصلنا معا مسيرة بناء الأردن الحديث في مطلع القرن الحادي والعشرين، وعلى العهد مضينا على إرث الحسين وأجيال البناة والمؤسسين، وعلى العهد نمضي بعون ﷲ بمسؤولية لخدمة أجيال الحاضر والمستقبل، نحو هدف وطني نسير فيه بثقة وتصميم، للتحديث في مساراته الثلاثة السياسية والاقتصادية والإدارية.
وكما علمني الحسين، فلا مسعى عندي إلا رضا ﷲ وراحة الضمير، ورفعة شأن كل الأردنيين والأردنيات، وأن تبقى راية الوطن مرفوعة عالية، يحميها نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية بقلوبهم وأرواحهم، ويحملها الأردنيون بصادق عهدهم وعظيم إنجازهم، ليبقى الأردن أولا دائما وأبدا.
وعلى عهد الآباء ونهج بيتنا الهاشمي، يسير ولدي الحسين، ابنا وفيا وأخا مخلصا لأهله، ملتزما بحب الوطن والانتماء إليه، حريصا على خدمة أردننا الغالي.
فيا أبناء الأردن وبناته يا وجوه الخير، أسلم على كل واحد منكم ونحن نستذكر بمناسبة اليوبيل ربع قرن مضى من الإنجاز الذي تحقق بفضل جهودكم وهو لكل واحد منكم.
وبإذن ﷲ نواصل معكم حمل الأمانة، فأنتم أهل العزم ومن أرض العزم، ومنكم تأتي العزائم.
والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته.