إعادة بناء مستشفيات البشير

زار جلالة الملك عبدالله الثاني في بداية عهده عددا من المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين متخفّياً؛ فظهر في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات على هيئة مسنّ، وتجوّل في دائرة الأراضي والمساحة، واصطفّ بين المراجعين لدائرة شؤون المرضى في الديوان الملكي الهاشمي.

لعل مستشفى البشير الواقع في شرق العاصمة عمان أكثر مرافق الخدمات العامة التي حظيت بزيارات معلنة أو خفيّة قام بها الملك منذ عام 1999، للاطلاع عن قرب على الظروف الصعبة التي يعانيها المرضى بعدما تراجعت جودة خدمات المستشفى في ظل الضغط الهائل عليه.

عاش الملك معاناة الناس الفعلية في قسم الطوارئ، واطّلع مباشرة على سير العمل في المستشفى، واختبر المسافة التي يجب على المرضى قطعها للوصول إلى المختبرات أو أقسام الأشعة، وعاين التحديات التي يواجهونها كتعطل المصاعد.

ومنذ الزيارة الأولى، وجه الملك للعمل على مستويين؛ الأول على المدى القريب متمثلا في إعادة تأهيل وتوسيع قسم الطوارئ والإسعاف، والثاني على المدى المتوسط متمثلا في إعادة تحديث المستشفى وتحويله إلى مدينة طبية متكاملة تحتوي على مجموعة من المستشفيات. وقامت وزارة الصحة بتنفيذ التوجيهات الملكية على ثلاث مراحل وبكلفة 74 مليون دينار.

بدأ العمل بتحديث قسم الطوارئ والإسعاف عام 2002 واستمر حتى عام 2004، وخلال ذلك زار الملك المستشفى أربع مرات في زيارات مفاجئة وزيارتين متخفّياً. واليوم، أصبح قسم الإسعاف والطوارئ مستشفى متكاملا متخصصا في الإسعاف والطوارئ بمساحة 21 ألف متر مربع، وتم تزويده بأحدث الأجهزة وببنية تحتية متكاملة، وهو يضم 147 سريرا، وغرفا للعمليات والعناية الحثيثة والمركزة، إلى جانب الأقسام الطبية كافة.

وفي عام 2023، تقوم مستشفيات البشير يوميا باستقبال أكثر من 12 ألف مراجع وصرف أكثر من 9 آلاف وصفة علاجية وإجراء أكثر من 100 عملية مبرمجة. ويعمل في المستشفى كادر طبي يضم 3300 شخص، منهم حوالي 1000 طبيب. وتشتمل مستشفيات البشير على 1152 سريرا.